الحلقة الثانية من سلسلة مفاهيم وحقائقسلسلة مفاهيم وحقائق يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها #قناة_الواقية السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهقلنا إن المفاهيم والحقائق في أصلها... [موبايل]
موبايل, قناة,انحياز,مبدأ,المسجد,بيت,المقدس،,حزب,الخلافة,الراشدة,al waqiah,al waqiaa,al waqia,سياسة,حكم,إسلام,أناشيد,دروس,خطب قوية,كلمة الحق,تفسير,حديث,تلاوة,التغيير,النهضة,إقتصاد,طريق النجاح,كيف,how to,economy,politics,islam,التحرير,مفاهيم,حقائق,استراتيجية
الحلقة الثانية من سلسلة مفاهيم وحقائق
سلسلة "مفاهيم وحقائق" يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها
#قناة_الواقية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلنا إن المفاهيم والحقائق في أصلها أفكار
وبالتالي سنتكلم اليوم عن الأفكار
فما هي الأفكار؟
الأفكار هي أحكام على وقائع
فهناك وقائع في الحياة
وقائع في الكون
وقائع في الكائنات الحية
وقائع تتعلق بالإنسان وسلوك الانسان
فهناك أشياء وحوادث يراها الإنسان ويحس بها
وبالتالي هناك وقائع
فهذه الوقائع
حينما يحكم الإنسان على هذه الوقائع
فهذا الحكم هو فكر
وبالتالي هو عبر عن الواقع بحكم معين
وبوجهة نظر معينة وبرأي معين
فهذا الرأي أو هذا الحكم هو الفكر
فالافكار إذا هي أحكام على وقائع
فالواقع هو الواقع
ولكن الناس يختلفون في أحكامهم على هذه الوقائع
وبالتالي الأفكار قد تكون سببا في الاختلاف بين البشر
وقد تكون سببا في الصراعات بين الأمم والشعوب
وقد تكون سببا في الحروب
وقد تكون سببا للانسجام بين الناس
وقد تكون سببا للوحدة
وبالتالي الأفكار ممكن أن تكون أفكار صحيحة
وبالتالي نافعة للإنسان
وأفكار فيها الخير للإنسان وللبشرية بشكل عام
وقد تكون أفكار تضليلية وأفكار باطلة وأفكار سقيمة وأفكار منحطة
وبالتالي أفكار تؤدي بالإنسان إلى الإنحطاط وإلى الشقاء وإلى العذاب
وأيضا قد تؤدي إلى هلاك الإنسان
فالأفكار إذا لها قيمة ولها تاثير
فقد ترفع الأمم والشعوب
وقد تؤدي بها إلى الإنحطاط وإلى الفناء وإلى الهلاك
فإذا لابد من معرفة الأفكار
كيف يحكم الإنسان على الأشياء؟
فهناك أشياء قد يتفق عليها البشر
فأنت حين تقول النار تحرق فلا خلاف بين البشر في كون النار تحرق
وأنت حين تقول أن فلان مريض أو الأمة الإسلامية وضعها صعب
وبالتالي تعاني من مشاكل وأزمات
فهو بلا خلاف بين المسلمين على ذلك
وأيضا حينما ترى العالم يصطلي بنار الرأسمالية
فإنك تقول أن هذا الواقع موجود ومحسوس لكل إنسان
وبالتالي هناك وقائع قد لا يختلف عليها البشر
ولكن هناك وقائع يختلف عليها الناس في أحكامهم عليها
فمثلا الكون والإنسان والحياة
ما حقيقة الكون والإنسان والحياة؟
هل هي أشياء أزلية
لا بداية لها ولا نهاية؟
أم أنها مخلوقة من قبل الخالق؟
فهنا، هناك آراء مختلفة
فالشيوعيون مثلا يقولون بأزلية المادة وأن المادة أزلية والأشياء أزلية
لا بداية لها ولا نهاية
والمسلمون يعتبرون أن الكون والإنسان والحياة مخلوقة لخالق
وأن هناك خالقا خلق هذا الوجود
فهناك إذا اختلاف في النظرة إلى الأشياء
هذه نظرة خاصة
وبالتالي تختلف عن النظرة العلمية في معالجة الأمراض أو في التصنيع او ما شاكل ذلك أو في التجارة
في تصنيع الأشياء المعدة للتجارة أو ما شكل ذلك
فهناك نظرات قد يتفق عليها البشر وتكون عامة عند البشر
ولكن هناك نظرات خاصة تختلف بها البشر
هذه النظرات المختلفة هي التي تكون سببا في الصراع
وسببا في وجود المشاكل
فلابد للإنسان إذا أن يهتدي إلى النظرة الصحيحة
وأن يهتدي إلى الفكر الصحيح
فالكون والإنسان والحياة
إما مخلوق لخالق أو لا يوجد خالق
فلا يوجد أكثر من هذين الاحتمالين
فإما أن هناك خالقا للوجود وإما أنه لا يوجد خالق
فإذا لابد للإنسان أن يعمل عقله
ويفكر في الكون والانسان والحياة
ليصل الى النتيجة الصحيحة
هل هناك خالق أم لا
وهكذا والإنسان أيضا يسير في حياته
ويقوم بأعمال وعلاقات مع الناس
والدول تنشئ علاقات في ما بينها
إذا لابد من نظام ينظم العلاقات وينظم إشباع غرائز الإنسان وحاجاته العضوية
وينظم علاقته بالخالق إن كان هناك خالقا (حسب فهمه)
فلا بد إذا من نظام
فهذا النظام من أين سيكون؟
فإذا كان هناك خالقا قطعا
والخالق موجود بشكل يقيني قطعي
وبالتالي النظام الصحيح
هل سيكون من عند الخالق أم من عند الإنسان
لأنه لا يستطيع أن يضع النظام للحياة
إلا الخالق أو الانسان
وبالتالي لابد من التفكير في النظام الصحيح
فهذا النظام من أين مصدره؟
هل هو الخالق أم الإنسان؟
هنا تأتي النظرة الرأسمالية والنظرة الإسلامية
النظرة الاسلامية تعتبر أن هناك خالقا للوجود
وأن النظام الصحيح يجب أن يكون لله عز وجل ومن عند الله
"إن الحكم إلا لله..."
"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"
لكن الرأسماليين يقولون بأن النظام هو من وضع الإنسان ويفصلون الدين عن الحياة
إذا هناك اختلاف بل تناقض بين النظرة الإسلامية والنظرة الرأسمالية
فأين الفهم الصحيح وأين المفهوم الصادق وأين الحقيقة؟
هل الحقيقة في وجهة نظر المسلمين؟
أم في وجهة نظر الرأسماليين الغربيين؟
ومن هنا لابد من التفكير في النظام الصحيح والوصول إلى النتيجة الصحيحة
هل هذا النظام يجب أن يكون من عند الله عز وجل أم من عند الإنسان؟!