تعليقاتالحلقة 16 من سلسلة مفاهيم وحقائق
سلسلة "مفاهيم وحقائق" يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقدم لكم حلقة جديدة من برنامج مفاهيم وحقائق
في هذه الحلقة الجديدة سنتكلم عن عقيدة الإسلام من حيث كونها لا تنفصل عن الكفاح والقتال
عقيدة الإسلام كما نعلم هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيرهما وشرهما من الله
والإيمان بالقدر والإيمان بالبعث والمحاسبة وكل ما ورد الإيمان به في كتاب الله وسنة رسوله
فالحقيقة أن كل ما طلب منا الإيمان به في القرآن والسنة يجب الإيمان به
فإن ثبت بدليل قطعي يقيني عقلي أو نقلي فيجب التصديق به تصديقا جازما
وإن كان ثبت بدليل ظني ولكن بطريق صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة الصحيحة
فيجب التصديق به ولا يجوز تكذيبه
وعقيدة الإسلام لا تنفصل عن الكفاح والقتال
ذلك أن الكفاح والقتال هي أحكام شرعية منبثقة عن عقيدة الإسلام
والكفاح والقتال هو أمر واجب على كل مسلم
واجب باعتبار أنه فرض كفاية لا باعتبار أنه فرض عين
ولكن يجب أن يكون هناك كفاح لأفكار الكفر
ويجب أن يكون هناك صراع بين أفكار الإسلام وأفكار الكفر
وبين مفاهيم الإسلام ومفاهيم الكفر
وبين عقيدة الإسلام وبين عقائد الكفر
وهذا ما حصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه
فقد حمل الدعوة الإسلامية وقام بالصراع الفكري
فهاجم عقائد الكفر وهاجم الكفار وهاجم العقائد التي تناقض الإسلام
وبالتالي استمر بالكفاح وبالصراع الفكري ضد أفكار الكفر
ضد مفاهيهم الكفر كما هو وارد في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون"
وقوله تعالى:
"قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد"
إلى آخر الآيات
وأيضا هناك آيات كثيرة تهاجم عقائد الكفر وأفكار الكفر
ذلك لأن الأفكار التي تناقض عقيدة الإسلام
هي أفكار باطلة وغير صحيحة وهي أفكار ضالة
وهي أفكار إما من الشيطان أو من هوى الإنسان ومن خيالات الإنسان
وأما عقيدة الإسلام فهي وحي من الله عز وجل
وهي حقائق وهي يقين وهي أمر قطعي لا شك فيه
لذلك كان واجبا على المسلمين حمل الدعوة الإسلامية
والدعوة إلى العقيدة الإسلامية لتحويل الناس من الكفر إلى الإيمان
ومن الضلال إلى الهدى والنور
وبالتالي لابد من مناقشة أفكار الكفر
ولابد من وضع الإسلام موضع النقاش مع أفكار الكفر
ليظهر الإسلام أنه حق وأنه نور وأنه هدى
وبدون الصراع لا يظهر حقيقة أفكار الإسلام
وبالتالي لابد من عملية الكفاح
والرسول عليه الصلاة والسلام أمر "فاصدع بما تؤمر"
أي أمر بالجهر بالدعوة وأمر بأن يناقش زعماء قريش وأفرادها وجماعاتها
وأمر بمناقشة الكل حتى النصارى واليهود الذين كانوا موجودين في ذلك الزمان
تم مناقشتهم وتبيان الحق لهم وأنهم على ضلال وأنهم على كفر
وأن مصيرهم إلى جهنم إن لم يهتدوا إلى الإسلام ويتبعوا الإسلام
"إن الدين عند الله الاسلام"
"ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"
وبالتالي الإسلام هو الدين الحق
فعقيدة الإسلام إذاً هي عقيدة لا تنفصل عن الكفاح
فالرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه من بعده
والمسلمون من بعدهم كلهم قاموا بحمل الدعوة الإسلامية
وبطريق الكفاح والصراع والمناقشة
فالله عز وجل قد أمر رسوله في القرآن الكريم بقوله:
"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"
أي بالحكمة أي بالبرهان والحجة
والدليل القطعي اليقيني الواضح الذي لا شك فيه
والموعظة الحسنة أي التذكير الجميل
بمعنى إثارة عقولهم وإيقاظ فكرهم وشعورهم بجعلهم يتفكرون في ما تقول
ويتفكرون في الآيات الكونية والآيات القرآنية
ليصلوا إلى أنك على حق وأن دعوة الإسلام على حق
وبالتالي المجادلة تكون بالتي هي أحسن
بمعنى إحسان حمل الدعوة بالطريق الصحيح وبالحجة والبرهان
وبالتذكير الجميل وبإيقاظ العقول والنفوس
وبوضع الخط المستقيم أمام الخطوط العوجاء
وبالتالي يعني اتبع طريق الإسلام في الدعوة وفي المناقشة
فإذاً الكفاح لا ينفصل عن عقيدة الإسلام
وأيضا القتال لا ينفصل عن عقيدة الإسلام
فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما أقام الدولة الإسلامية في المدينة قام بالغزوات وبالفتوحات
وأيضا الصحابة من بعده قاموا بالفتوحات وبالغزوات
وأيضا المسلمون من بعدهم
الدولة الأموية والعباسية والعثمانية
كلهم قاموا بالجهاد والقتال من أجل حمل الدعوة الإسلامية
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين"
فالقتال أمر واجب على المسلمين لحمل الدعوة الإسلامية إلى غير المسلمين
بعد لفت أنظارهم إلى الإسلام وإقامة الحجة عليهم
لذلك قبل أن يقاتل الكفار يجب أن يدعوا إلى الإسلام
وأن يبين لهم الإسلام وأن تقام الحجة عليهم
فإن أبوا فالجزية والخضوع للأحكام الشرعية فإن أبوا فيستعين بالله ويقاتلهم خليفة المسلمين
وبالتالي فالجهاد لا ينفصل عن عقيدة الإسلام لتحويل غير المسلمين من الكفر إلى الإيمان
وإنقاذ البشرية من الضلال والكفر والهلاك
وبالتالي لدعوتهم إلى دخول الجنة والفوز بمرضاة الله عز وجل
فبالتالي العقيدة الإسلامية لا تنفصل عن الكفاح والقتال
وأيضا عقيدة الإسلام هي عقيدة سياسية روحية
وبالتالي لابد من تبيان واقع عقيدة الإسلام
من أنها تختلف عن العقائد الموجودة في الدنيا
فهناك عقائد روحية كالعقيدة النصرانية فقط وهناك عقائد سياسية ليست فيها جانب روحي
كالعقيدة الرأسمالية وكالعقيدة الشيوعية
لكن عقيدة الإسلام تختلف كل الاختلاف عن العقائد الموجودة فهي عقيدة سياسية روحية
وهذا ما سنتكلم عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv
لمتابعة المزيد من إنتاجات قناة الواقية
https://www.youtube.com/user/AlwaqiyahTV?sub_confirmation=1
اشترك في القناة الرسمية على تليجرام:
https://t.me/AlWaqiyahTV
الصفحة الرسمية لقناة الواقية علي الفيسبوك
https://www.facebook.com/alwaqiyahtube
الصفحة الرسمية علي تويتر
https://twitter.com/AlwaqiyahTV
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
الفئات:
مفاهيم وحقائق
قنوات:
برامج الواقية