الحلقة 15 من سلسلة مفاهيم وحقائق
سلسلة "مفاهيم وحقائق" يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقدم لكم حلقة جديدة من حلقات المفاهيم والحقائق
في هذه الحلقة سنتكلم عن العقيدة الإسلامية
والحديث عن العقيدة الإسلامية هو حديث عن أساس الثقافة الإسلامية وأساس الحضارة الإسلامية
وأساس الدولة الإسلامية وأساس الإسلام
والأساس الذي يتقرر به مصير الإنسان إما إلى جنة عرضها السماوات والأرض إلى أبد اآابدين ودهر الداهرين
وإما خلود في جهنم إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين
فهي قضية مصيرية وقضية حيوية لابد من بحثها وتناولها بشكل عميق وبشكل دقيق
فالعقيدة الإسلامية إذاً الحديث عنها يتعلق بالجانب الأساسي في الإسلام
والفكر الأساسي الذي يبنى عليه كل فكر عن الحياة وينبثق عنه كل أنظمة الحياة
فالعقيدة الإسلامية في حقيقتها قد تجسدت في كتاب الله وسنة رسوله
فالإسلام كما نعلم هو كتاب الله وسنة رسوله
والكتاب فيه آيات تتعلق بالاعتقاد وفيه آيات تتعلق بالأحكام الشرعية
ومن هنا كان الإسلام عقيدة ينبثق عنها أحكام شرعية
والآيات التي تتعلق بالاعتقاد هي الآيات التي تتعلق بالتصديق
والآيات التي تتعلق بالأحكام الشرعية هي الآيات التي تتعلق بسلوك الإنسان
فقول الله عز وجل:
"آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله..."
هذه الآيات هي آيات تتعلق بالاعتقاد
طلب من الله عز وجل أن نعتقد بأن هناك خالق للوجود
خالق الكون والانسان والحياة وخالق كل شيء وأنه مدبر الوجود ومدبر كل شيء في هذا الوجود
وأن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان من أجل أن يؤمن بالله عز وجل
ويعتقد بكل ما أخبر عنه الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله
وأيضا الالتزام بأحكام الله في هذه الحياة والتقيد بأوامر الله ونواهيه
من أجل أن يرضى الله عنه ويدخله الجنة
فإذا الحديث عن العقيدة الإسلامية
هو حديث عن أخبار وأفكار وردت في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالتدقيق في واقع العقيدة الإسلامية نجد أن العقيدة الإسلامية ليست فقط عقيدة عقلية
أي أنها تناقش العقل وتبحث أمورها وأساسياتها عن طريق العقل
وإنما هي عقيدة مبنية على العقل
فأساس الإيمان بالإسلام أساس عقلي ودليله دليل عقلي قطعي يقيني
فوجود الله عز وجل أمر قطعي يقيني
فدلائل الكون والإنسان والحياة والدلائل الواردة في كتاب الله عز وجل
كلها تدل على وجود الله عز وجل
وتدل على أنه خالق الوجود وأنه مدبر شؤون الإنسان والكون والحياة
وأنه سبحانه له الخلق والأمر سبحانه
وأيضا في كتاب الله عز وجل
الآية الكريمة التي تقول: وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير
يعني أنهم يعاتبون أنفسهم لو سمعوا كتاب الله وعقلوه وتدبروا كتاب الله لوصلوا إلى الإيمان
ولأدركوا أن هذا الكلام كلام الله عز وجل
وأن هناك خلقا للوجود
وأن الكتاب كتاب الله وأن القرآن من عند الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
ولأدرك أن كل ما أخبر عنه الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله حق ويقيني وقطعي
وأنه واقع سواء حصل في الماضي كقصص الأنبياء والرسل
أو يحصل الآن أو سيحصل في المستقبل أو سيحصل يوم القيامة
فكل ما أخبر عنه الله عز وجل هو أمر يقيني قطعي إما واقعا حصل وإما واقعا يحصل وإما واقعا سيحصل
وبالتالي فهو أمر قطعي ولا شك فيه
فإذاً العقيدة الإسلامية هي عقيدة مبنية على العقل
فالإيمان بالله عز وجل دليله عقلي
ودلائل الكون والإنسان والحياة تدل على وجود الله
والإيمان بالقرآن الكريم أيضا دليل عقلي
لأن القرآن معجز من عند الله عز وجل
وأنه قد تحدى البشر أن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله
ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بسورة من مثل هذا القرآن لا يستطيعون ذلك أبدا
فالقرآن كلام الله عز وجل قطعا ويقينا
وأيضا لو تدبرنا النظام الذي ينظم شؤون الإنسان في هذه الدنيا
لوجدنا أن النظام الصحيح الذي يجب أن ينظم شؤون الفرد والجماعة والمجتمع والدولة ونظام العالم كله أي النظام العالمي يجب أن يكون من عند الله عز وجل
لذلك كان نظام الإسلام نظاما عالميا يعالج كافة شؤون البشر أفرادا وجماعات ومجتمع ودولة وعلاقات دولية
وبالتالي يتناول كل شؤون الدنيا بأسرها ويعالج كل مشاكل الإنسان بوصفه إنسانا
فلذلك الإسلام إذاً حق وعقيدة الإسلام حق وهي مبنية على العقل
وأيضا عقيدة الإسلام تلائم فطرة الإنسان
فالإنسان بفطرته يشعر بالعجز والضعف والاحتياج
وطبيعة الإنسان أنه يريد أن يلجأ إلى قوة أقوى منه يلتمس فيها الكمال والاستغناء
وكثيرا من الواهمين والناس الذين لا يفهمون الأمور على حقيقتها
يلجؤون إلى الدول أو يلجؤون إلى قبائل أو إلى أشخاص
يتصورون أن لديهم القوة وأنهم يمكن أن يعينوهم في مصائبهم وفي مشاكلهم
ويعينونهم على حل مشاكلهم وأنهم يستندون إليهم في حالة الضعف والعجز
والحقيقة أن الإنسان الأصل فيه أن يلجأ إلى ربه
إلى الله عز وجل خالق الوجود الذي بيده الخلق والأمر
وبالتالي اللجوء يجب أن يكون إلى الله والخوف من الله
وبالتالي الذي يعالج مشاكل البشر والذي يحمي الإنسان ويشفي الإنسان
ويرزق الإنسان ويحفظ الإنسان ويعين الإنسان ويدفع عن الإنسان الشرور هو الله عز وجل
وبالتالي العقيدة الإسلامية هي عقيدة تلائم فطرة الإنسان فهي تجعل الإنسان يلجأ إلى خالقه
ولا يلجأ إلى مخلوقات مثله أو أدنى منه
يعني مخلوقات مثله كالبشر
أو أدنى منه كالحيوانات والكواكب والنجوم وغير ذلك
فالحقيقة أن عقيدة الإسلام عقيدة تلائم فطرة الإنسان
فالإنسان خلق على الشعور بالعجز والضعف تجاه الخالق عز وجل
وبالتالي هو يلجأ إلى ربه في الشدائد وفي الرخاء أيضا
فيعرف الله عز وجل في الرخاء ويعرفه في الشدة أيضا
فلذلك عقيدة الإسلام تلائم فطرة الإنسان
وأيضا لو دققنا في عقيدة الإسلام نجد أن عقيدة الاسلام عقيدة هدى ونور
لأنها تبصر الإنسان في مشاكله وفي حياته وما قبل الحياة وما بعد الحياة
فهي تعطيه الفكرة الكلية عن الكون والإنسان وعن والحياة وعما قبلها وعما بعدها
وعن علاقة الحياة بما قبلها وما بعدها
فهي تجيب عن تساؤلاته إجابات صحيحة قطعية يقينية
وبالتالي هي حقيقة هي عقيدة نور وهدى لأنها من الله عز وجل الهادي الذي نور السماوات والأرض
ونور عقل الإنسان بكتاب الإسلام بكتاب الله عز وجل وبسنة الرسول الذي أوحاها إلى رسوله صلى الله عليه وسلم
فهي أفكار هدى ونور
وهي تنير درب الإنسان في هذه الحياة
وعقيدة الإسلام أيضا هي حقيقةً عقيدة كفاح وقتال وهي لا تنفصل عن الكفاح والقتال
وهذا ما سنتكلم عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv
اشترك في القناة الرسمية على تليجرام:
https://t.me/AlWaqiyahTV
الصفحة الرسمية علي تويتر
https://twitter.com/AlwaqiyahTV
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
الفئات:
مفاهيم وحقائق
قنوات:
برامج الواقية
