تعليقاتالحلقة العاشرة من سلسلة مفاهيم وحقائق
سلسلة "مفاهيم وحقائق" يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه
في هذه الحلقة سنتكلم عن الأفكار الخاطئة في العلوم
والحقيقة أن الخطأ في الأفكار ليس عيبا
سواء أكان في العلوم أو في الأمور العقلية أو في غير ذلك
فالخطأ عند الإنسان في التفكير أمر طبيعي
ولكن الأمر غير الطبيعي هو أن الإنسان يتمسك بالخطأ
حين يتبين له أنه خطأ
فعليه أن يرجع عن الخطأ
وعليه أن يرجع إلى الصواب
والإنسان في أفكاره هناك حقائق قطعية يقينية لا شك فيها
وهذه الحقائق يجب القبض عليها بيد أقوى من الفولاذ
لأنها أفكار صحيحة ومطابقة للواقع
ولا تتأثر بالزمان ولا بالظروف ولا بالأحداث
وبالتالي فهي يقينية قطعية
هذه الحقائق لا جدال فيها ولا نقاش لأنها حقائق
أما الأفكار الأخرى فهي أفكار قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة
والإنسان عليه أن يتجنب الخطأ ما استطاع إلى ذلك سبيلا
وعليه أن يبحث عن الفكر الصحيح وعن الفكر الصائب
وأن يميز الفكر الصائب من الفكر الخاطئ
وعليه فلابد دائما من إعادة النظر في الأفكار الظنية
والأفكار التي تحتمل الصواب والخطأ
وفي العلوم هناك أفكار خاطئة أيضا
وهذه الأفكار سبب الخطأ فيها أنها لم تبنى على أسس صحيحة
فهناك الطريقة العقلية
والطريقة العقلية في التفكير هي الأساس في البحث حتى العلمي
لأن العقل هو الأساس في التفكير وهو الأساس في البحث
والعقل حكمه قطعي فيما يتعلق بوجود الأشياء ووجود الخواص ووجود الحوادث
فوجود الأشياء كالكون والإنسان والحياة أمر قطعي
ووجود الخواص كالضوء والحرارة في الشمس أيضا أمر قطعي
ووجود الخواص في الأشياء الجزئية كالماء
وجود الإرواء في الماء
ووجود الحس في العصب هو أمر قطعي
فوجود الأشياء ووجود الخواص أمر قطعي
وكذلك وجود الحركة والحدث والحوادث والأحداث
كلها أمر قطعي
ولكن الحكم على صفات هذه الأمور من أشياء وخواص وحوادث
فهناك حكم ظني قد يكون صائبا وقد يكون خاطئا
والأبحاث العلمية إنما تتعلق بصفات الأشياء والخواص والحوادث
ومن هنا كان الحكم على صفة الأشياء والخواص والحوادث حكم ظني
لذلك فكانت الأفكار العلمية أفكار ظنية فيها قابلية الخطأ وليست أفكارا قطعية
حتى الحقائق العلمية لا تعتبر حقائق علمية يقينية
إلا إذا استندت إلى العقل واستندت إلى الطريقة العقلية
واستندت إلى الجانب اليقيني من التفكير العقلي
وهو وجود الأشياء والخواص والحوادث
أما إن تعلقت بالأمور الظنية فقد تكون كالصفات فقد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة
ولذلك فالأفكار العلمية هي أفكار صائبة تحتمل الخطأ
وعليه فلابد من إعادة النظر في الأفكار العلمية
لاستبعاد الأفكار الوهمية
واستبعاد الفرضيات واستبعاد الأفكار الخاطئة
فمثلا قولهم بأن الضوء هو موجات
وبعضهم يقول أنه جسيم
وبعضهم يقول أن من يقول بأن الضوء موجة قد أخطأ
ومن يقول بأن الضوء عبارة عن جسيم قد أخطا
وأن الضوء له طبيعة مزدوجة موجية وجسيمية
والحق في ذلك أن الضوء هو خاصية من خواص الأشياء
فالضوء في الشمس هو خاصية للشمس كالحرارة الصادرة عن الشمس
فالضوء والحرارة الناتجة عن الشمس هي خاصية
والخاصية هي قابلية موجودة في الشيء وناتجة عن الشيء
فالضوء إذا هو قابلية موجودة في الشمس والحرارة هي قابلية موجودة في الشمس فهي خواص للشمس
وكذلك الإرواء
الإرواء في الماء هو خاصية موجودة قابلية في الماء
فالخاصية تختلف عن الشيء وتختلف عن السلوك المتعلق بالشيء وتختلف عن صفة هذه الأمور
فإذا من يقول أن الضوء هو جسيم قد أخطأ لأن الضوء ليس بشيء وإنما هو خاصي لشيء
ومن قال أن الضوء موجة أيضا قد أخطأ لأن الموجة هي صفة لحركة الشيء وليست خاصية
فالضوء إذا ليس بصفة وليس بشيء وإنما هو خاصية لشيء
ومن قال أن الضوء له طبيعة مزدوجة جسيمية وموجية أيضا أخطأ
لأن الضوء في حقيقته ليس بشيء جسيم وليس أيضا بصفة للحركة التي هي الموجة
فالتموج والموج هو صفة لحركة الأشياء
وعليه فالضوء هو خاصية وهو طاقة للأشياء
فمن هنا نرى أن من قال بأن الضوء هو جسيم أو موج أو له طبيعة مزدوجة قد أخطأ في التفكير
لأننا استندنا في تفكيرنا على العقل ولم نستعمل فقط الطريقة العلمية في البحث لأن العقل هو الأساس
وأصلا الطريقة العلمية لا تستطيع أن تخوضها بدون الطريقة العقلية وبدون التفكير
ولأن الطريقة العلمية أيضا تعتمد على الملاحظة والإستنتاج وتعتمد على العقل
فإذا الأساس هو الطريقة العقلية
ومن هنا تبين لنا أن هناك فكرة خاطئة في العلوم وفي الفيزياء الحديثة تتعلق بموضوع الضوء
وكذلك هناك أفكار حقيقة حين تبنى على القاعدة الفكرية الصحيحة يتبين أنها خطأ
لأن الأفكار العلمية وغيرها من الأفكار يجب أن تبنى على القاعدة الفكرية الصحيحة وهي العقيدة الإسلامية
فمثلا نظرية داروين في النشوء والإرتقاء هي فكرة خاطئة وهي وهمية وهي خيال وهي تناقض عقيدة الإسلام
لأنها تبحث في واقع مغيب تتعلق بالإنسان الأول
وهذا الإنسان الأول لا يقع عليه الحس
فكل ما يقال عن الإنسان الأول من تخيلات ومن أوهام
هي مجرد أوهام ذهنية لا واقع لها
والإنسان أمامنا واقع محسوس
وهو عبارة عن طاقة حيوية وعقل
والإنسان أفضل من الحيوان ومن النبات
وهو غير الحيوان وغير النبات وغير الكون
فإذا الواقع المشاهد المحسوس يناقض ما قاله داروين في نظرية النشوء والارتقاء
وعليه فهناك أفكار أيضا في العلوم قد تكون خاطئة وقد تكون وهمية وقد تكون فرضية
أيضا في الرياضيات التي هي ملحقة بالعلوم
فيها أفكار فرضيات وأوهام وفيها أمور لا تمس للواقع بصلة كالمنطق الرياضي
وعليه فلابد من استبعاد الأفكار الوهمية والفرضيات الوهمية واستبعاد الأفكار الخاطئة
وكذلك يعني حتى النظرية النسبية عند أينشتاين
فيعني يعتبرون أينشتاين أنه عبقري وأنه شيء كثير
هذا في نظرهم
سنضرب مثال يوضح كيفية مقياسه للزمان وربط الزمن بالواقع فيما يتعلق بالتوأمان
أي الرجلين
الرجل الموجود على كوكب الأرض
والرجل التوأم له أي أخوه الذي يتحرك بمركبة فضائية سرعتها كسرعة الضوء
كيف أن الزمن مختلف! يعني بالنسبة لهم يعتبرون أن ما دام أن المقاييس اختلفت في قياس الأحداث فبالتالي الزمن هو مختلف
والنظرة الصحيحة لهذا المثال أن هذه النظرة
أي التوأمين بعد فترة من الزمن الذي يكون على كوكب الأرض يكون عجوزا
والذي يعود إلى الأرض بعد فترة من الزمن بع
دما كان في مركبة سرعتها قريبة من سرعة الضوء يكون شابا
هذه النظرة نظرة خاطئة
لماذا؟ لأن المقاييس للزمن مختلفة
الحقيقة أنه مثلا أنا ممكن عندي يكون توأمين
وأقيس عمرهم الزمني
بالنسبة للتقويم الهجري
فأقول أن فلان عمره 30 سنة
وفلان عمره مثلا بالميلادي 30 سنة وبالهجري 31 سنة
اختلف العمر صحيح
لأنه اختلفت المقاييس لقياس الزمن
لكن التوأمين الموجودين على الأرض
هم أنفسهم وبالتالي عمرهم هو ذات العمر
وبالتالي التغيرات الجسدية التي طرأت على أجسامهم من نمو ومن تغيرات هي واحدة
والفترة الزمنية التي وجدوا فيها عمليا هي واحدة كزمن حقيقي
أما كمقياس فممكن نقول هذا عمره مثلا 30 سنة باعتبار التقويم الميلادي
وهذا عمره 31 سنة هجرية
اختلفت الأعمار اختلافا ليس سببه التغيرات التي طرأت على أجسادهم ككائنات حية موجودة على الأرض
وإنما اختلفت بناء على اختلاف المقاييس لقياس الزمن
وذات الشيء بالنسبة للتوأم فالذي يطير بسرعة قريبة من سرعة الضوء
هنا اعتبرنا الزمن له مفهوم تاني غير المفهوم الحقيقي
وبالتالي اختلف المقياس فبالتالي صار العمر مختلف أي هذا شاب وهذا عجوز
أما حقيقة هم أعمارهم حقيقية
وبالتالي الشاب يبقى شابا والعجوز يبقى عجوزا
فإذا مر عليهم فترة زمنية طويلة من عمر الإنسان
فبالتالي
بيرجعوا بيتموا بيكونوا اختيارية التنين
أو إذا كانت الفترة قصيرة من الزمن فبيتموا شباب التنين
وبالتالي المثال الذي طرح
في ما يتعلق بالنظرية النسبية هو مثال خاطئ
الموضوع أن التغيرات التي تطرأ على جسم الإنسان خلال الفترة الزمنية الواحدة هي هي
فهؤلاء أخوة توأم سواء كان الزمن بالنسبة للذي صعد بالمركبة الفضائية بسرعة قريبة من سرعة الضوء
سواء كان الزمن له خمس سنين وذاك له من الزمن 25 سنة
ليست العبرة بالخمس سنين ولا ال 25 سنة
التغيرات اللي بتطرق على اجسامهم مش العبرة
مع أنها مسألة افتراضية أن واحدا يطلع ولكن نحن نريد أن نجاري الافتراض
التغيرات هي واحدة
يعني التغيرات البيولوجية في جسم الإنسان
والتغيرات التي تظهر عليه والفترة الزمنية التي يعيشها هي واحدة
لكن هنا المقياس اختلف، هنا اعتبرته خمس سنين
هنا اعتبرته ماذا؟ 25 كما تعتبر 60 و62
60 بالميلادي و62 بالهجري فنفس الواقع
فعليه لابد من التفكير
لابد من التفكير حتى في الأمور العلمية والأفكار العلمية لنصل إلى الأشياء الصحيحة
وأيضا هناك في العلم
كثير من الأمور خاطئة خاصة في الكيمياء فيما يتعلق بعدم التمييز ما بين الصفة والخاصية
والحقيقة أنه هناك تمييز دقيق
خواص الأشياء هي قابليات موجودة في الأشياء وهي ناتجة عن الأشياء
كما قلنا بالنسبة إلى الإنسان
مثلا في الغرائز والحاجات العضوية
هذه الغرائز والحاجات العضوية أشياء فطرية موجودة في الإنسان ينتج عنها المشاعر
فالمشاعر الإنسانية من حب ومن كره ومن حب تملك
ومن شعور بالضعف والعجز والشعور والاحتياج
كلها مشاعر خواص ناتجة عن أشياء فطرية التي هي الغرائز والحاجات العضوية
فالشعور بالجوع الشعور بالعطش هو قابلية موجودة في الإنسان ناتجة عنه
فبالتالي الخاصية هي قابلية للشيء ناتجة عن الشيء
وهي موجودة طبيعيا في الأشياء
أما الصفات فحقيقة هي تختلف عن الخواص فهناك صفات للأشياء
فتقول هذا الشيء طويل هذا الشيء دائري هذا الشيء مستطيل
هذا الشيء قصير هذا الشيء جميل
تعطيه صفات
فالأشياء تعطى صفات
أيضا الخواص تعطى صفات
فتقول هذه الخاصية مثلا فيها قوة فيها ضعف
هذه الخاصية متفاوتة
فبتعطي صفات حتى للخواص أيضا قد تعطي صفات للحركة
فتقول هذه حركة مستقيمة
هذه حركة صحيحة هذه حركة قبيحة
هذه حركة مستقيمة هذه حركة دائرية
هذه تعطي أوصاف للحركات فبشكل عام
هناك صفات للأشياء والخواص والحركة
فالصفة هي وصف للشيء أو للخاصية أو للحركة
أما الخاصية فهي قابلية موجودة في الشيء ناتج عنه
وبالتالي الخواص غير الصفات
فعليه لابد من اعتماد العقل في التفكير العلمي أيضا
ولابد من بناء الأفكار العلمية على القاعدة الفكرية
وحتى كل الأفكار لابد من بناءها على القاعدة الفكرية الصحيحة للوصول إلى النتائج الصادقة والصحيحة
وعليه فهناك أفكار خاطئة إذاً في العلوم
ولابد من استبعادها في المستقبل بإذن الله في ظل دولة الخلافة الإسلامية
ولابد أن نكون حريصين على الأفكار الصحيحة والصائبة حتى في العلوم
وأن نرتقي وأن نربط الفكر العلمي بالواقع العلمي وبالصناعة وبالتكنولوجيا واستبعاد المعارف التي لا فائدة لها في العلوم
في فرق ما بين الشيء وما بين الخاصية وما بين الحدث -أو الحوادث- وما بين صفات هذه الاشياء
بدك تميز بين الصفة وبين الخاصية وبين الشيء وبين الحدث
لأن هذه كلها وقائع موجودة
اه طبعا الخاصية لها صفات
الضوء يمكن أن يتحرك حركة الموجة
ولكن الضوء ليس موجة هو يتحرك حركة موجية
يأخد صفة الحركة تبعته
تأخد الصفة الموجية
كالمياه تتحرك حركة موجية
فالتمييز مهم جدا ما بين الشيء وما بين الخاصية وما بين الحدث وما بين صفات هذه الأشياء
للتوضيح أنا فقط أحببت أن ألفت النظر أن هذه تفصيلات العلم وإعادة النظر في العلوم
بحاجة لدولة وبحاجة لإمكانيات وبحاجة لمختبرات وبحاجة لتجارب
هذه أمور كلها في ظل دولة الاسلام سيتم إعادة النظر في هذه الأمور
ولكن الآن انا أحببت فقط أن ألفت النظر أن العلم ليس مقدس
فيه أفكار ظنية
أفكار ليست قطعية
وبالتالي فيها قابلية الخطأ
وهناك أفكار خاطئة موجودة
فأحببت فقط أن ألفت النظر لهذه النقطة أنه
لابد من إعادة النظر في هذه المعارف لأنها أصلا هي ظنية
وما هو ظني لابد من إعادة النظر فيه حتى يثبت صحة الفكر العلمي أنه بغلبة الظن هو صواب
هذا المقصود
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv
اشترك في القناة الرسمية على تليجرام:
https://t.me/AlWaqiyahTV
الصفحة الرسمية علي تويتر
https://twitter.com/AlwaqiyahTV
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
الفئات:
مفاهيم وحقائق
قنوات:
برامج الواقية