الحلقة السادسة من سلسلة مفاهيم وحقائقسلسلة مفاهيم وحقائق يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيمبسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصل...
قناة,الواقية،,انحياز,إلى,مبدأ,الأمة،,المسجد,الأقصى،,بيت,المقدس،,حزب,التحرير،,الخلافة,الراشدة,al waqiah,al waqiaa,al waqia,سياسة,حكم,إسلام,أناشيد,دروس,خطب قوية,كلمة الحق,تفسير,حديث,تلاوة,التغيير,النهضة,إقتصاد,طريق النجاح,كيف,how to,economy,politics,islam
الحلقة السادسة من سلسلة مفاهيم وحقائق
سلسلة "مفاهيم وحقائق" يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه
سنتابع في هذه الحلقة موضوع الأفكار العقلية والأفكار العلمية
تحدثنا في الحلقة السابقة عن الأفكار العقلية والأفكار العلمية
وقلنا أن الأفكار العقلية والأفكار العلمية تتعلق بالوقائع
وقلنا أن الفكر هو حكم على واقع
وحاولنا أيضا أن نشخص الواقع المتعلق بالأشياء والحوادث والخواص التي يحسها الإنسان
وقلنا أيضا أن الحكم على الواقع قد يكون حكما عقليا وقد يكون حكما علميا حسب النظرة إلى الواقع
وقلنا أن الواقع هو الواقع كما هو ولا يختلف عليه إثنان
لأنه لا ينكر الواقع إلا من هو غير عاقل
فالواقع هو أمر مشاهد محسوس يحسه الإنسان
وبالتالي المشكلة في الاختلافات بين البشر وفي الصراعات وفي التناقضات
كل ذلك سببه الأفكار أي الأحكام على الوقائع
وقلنا أن الوقائع متنوعة ومتعددة ومتجددة
لكن الأفكار قد تكون هي دائما متنوعة ومتجددة ومتعددة
لكن هناك فكر مبدئي خاص
هذا الفكر المبدئي يكون ثابتا أي لا يتجدد بغض النظر عن تجدد الوقائع
إلا أن الفكر الثابت المتعلق بالحقائق القطعية اليقينية الثابتة
ويتعلق بالأفكار الصحيحة
وبالتالي هو حكم ثابت لا يتغير ولا يتبدل ولا يتجدد
ولا يتأثر بالظروف زمانا ومكانا وأحداثا
فهذا الفكر الثابت في واقعه أنه يبقى كما هو
وبالتالي لا يتجدد بغض النظر عن تجدد الوقائع
ومن الأفكار الثابتة قلنا الإسلام
فالإسلام بعقيدته وأحكامه هي أفكار ثابتة لا تتغير ولا تتبدل
لأن هذا الفكر الثابت هو وحي من الله عز وجل
وهو يتمثل في كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام
وبالتالي هذه الأفكار ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ولا تتجدد
وفي نفس الوقت هذه الأفكار تعالج الوقائع مهما تنوعت وتعددت وتجددت
فالعقيدة الإسلامية في واقعها
أنها عقيدة تتناول إثبات وجود الله عز وجل لهذه الموجودات ولهذه المخلوقات
أن هناك خالقا للكون والإنسان والحياة وأن الله عز وجل خلق خواص الأشياء
وأن حركة الكون حركة جبرية من الله وأن الله مدبر أمور الأشياء
وبالتالي هو المنظم لهذا الوجود ولهذا الكون
وأن الإنسان وجد في هذه الحياة من أجل أن يلتزم بأمر الله عز وجل
وبالتالي الإنسان في حياته
هناك سلوك جبري يقع جبرا عن الإنسان من الله عز وجل
وهناك سلوك اختياري يقوم به الإنسان
حسب ما يعتقد من مفاهيم وحقائق
وحسب ما يرى من حسن وقبيح خير وشر
وبالتالي يتصرف باختياره
فإذا عقيدة الإسلام أن هناك خالق للوجود أمر يقيني ثابت
فوجود الله امر مقطوع به
وبالتالي أمر لا يمكن إنكاره لأن الأشياء واضح أنها محدودة ومحتاجة وبالتالي مخلوقة
وبالتالي هناك خالق لهذا الوجود
أيضا كون القرآن كلام الله عز وجل
فالقرآن كلام معجز "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد"
هذا الكتاب هدى ونور
هذا الكتاب معجز للبشر
لا تستطيع البشر أن تأتي بسورة من مثله
إذا هو كلام الله عز وجل وهو كلام معجز وهو فكر ثابت
وبالتالي الحقائق الواردة في كتاب الله هي حقائق قطعية يقينية
فالله عز وجل حينما يقول
الله خالق كل شيء
أي أن الله خلق كل شيء فكل شيء مخلوق من قبل الخالق عز وجل
والله عز وجل حينما يقول
إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
هذا أيضا حق ويقين وفكر ثابت أي أن الله عز وجل ينصر الرسل
وينصر أتباع الرسل في الدنيا وفي الآخرة
والله عز وجل حينما يتحدث عن قصص الأنبياء والرسل
أيضا يتحدث عن وقائع حصلت في الماضي وهي وقائع صحيحة
حصلت كما ورد في كتاب الله أو سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام
فإذا كل الأخبار الواردة في الكتاب أو السنة
هي أخبار صادقة قطعية يقينية ثابتة لأنها أخبار وردت عن الخالق
أو وردت من الله عز وجل
أو نزلت في كتاب الله أو أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام
بما أخبر عن أمور مغيبة سواء في الماضي أو في المستقبل أو يوم القيامة
فإذا هذه الأخبار هي فكر ثابت لا يتغير
أيضا أحكام الإسلام ثابتة لا تتغير
فحرمة الزنا وحرمة السرقة وحرمة الكذب وحرمة الخيانة
ووجوب الجهاد في سبيل الله ووجوب العمل لإقامة الخلافة الإسلامية
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنهي عن الربا
وكل الأحكام الإسلامية الشرعية سواء تعلقت بالفرد أو الجماعة
أو المجتمع أو الدولة كلها أحكام ثابتة لا تتغير ولا تتبدل
وبالتالي فالإسلام فكر ثابت
فإذا الفكر الثابت يتضمن حقائق
وبالتالي حقائق الإسلام هي حقائق ثابتة وهي حقائق يقينية وهي حقائق قاطعة
ولا تتغير ولا تتبدل بغض النظر عن تجدد الوقائع مهما كانت
هذا فيما يتعلق بالفكر الثابت
أيضا هناك فكر ثابت يتعلق بغير الإسلام
فهناك مثلا أفكار ثابتة تعلق بحقائق الواقع
فمثلا الإنسان
ما هو الانسان؟
كون الانسان عبارة عن غرائز وحاجات عضوية ينتج عنها مشاعر
كونه عنده عقل
كونه يتصرف
أيضا هذه حقائق ثابتة
حقائق فكرية ثابتة
أيضا هناك حقائق علمية ثابتة لا تتغير
فالحقائق في الواقع هي متنوعة
لكن القضية هي أن الحقائق فكر ثابت
بغض النظر عن كونها تتعلق بالإسلام أو تتعلق بالواقع
بالأفكار العقلية أو تتعلق بالأفكار العلمية
فما دام الفكر ثابت إذا يبقى حقيقة
وإذا كان حقيقة طبعا يبقى حقيقة
ويبقى فكرا ثابتا ولا يتجدد بغض النظر عن تجدد الوقائع
فالأفكار العقلية إذا هي أفكار تتعلق بأن العقل هو الذي يحكم على الواقع
فمثلا لو قلنا ما هو النظام الصحيح الذي ينظم سلوك البشر
هل هذا النظام هو نظام يضعه البشر من عقله وتفكيره وحسب أهوائه
أم أن هذا النظام يجب أن يكون من عند الله
فهذا البحث هو بحث عقلي
وبالتالي لو درسنا واقع الإنسان وواقع المجتمعات
وواقع الظروف والملابسات المحيطة بالأشياء والحوادث
نجد أن الإنسان حينما يضع نظام للحياة يضع نظام متناقض مختلف
متأثر بالبيئة متأثر بأهواء الإنسان
النظام متغير
وبالتالي لا يهتدي الإنسان إلى النظام الصحيح
الذي ينظم مشاكل الحياة ويعالجها معالجة صحيحة
وبالتالي نصل إلى أن النظام الصحيح يجب أن يكون من عند الله
وأن النظام الذي يصلح الإنسان ويصلح البشرية ويعالج مشاكل المجتمعات والدول
هو النظام الذي وضعه الله عز وجل
فهذه قضية أيضا مهمة جدا للإنسان لكي يصل إلى النتيجة الصحيحة في مسألة النظام الذي ينظم سلوك البشر وعلاقاتها ومصالحها
فإذا هذه قضية يجب يجب أن تبحث وأن يصل الإنسان إلى النتيجة الصحيحة
فيما يتعلق بمسألة النظام الصحيح
وأيضا هناك أفكار عقلية كثيرة
هناك مثلا فكرة المجتمع
ما هو المجتمع
كيف نغير المجتمع
ما هي الدولة
ما دور الدولة
كيف تقيم الدولة
علاقاتها
الإنسان
ما هو الإنسان
ما هي مشكلاته
كيف نشخص مشكلات الإنسان
ما هي أسباب المشكلات
كيف نعالج هذه المشكلات
كل ذلك أفكار عقلية واقعية يجب أن تبحث لنهتدي إلى المفهوم الصحيح للإنسان
والحقائق المتعلقة بالإنسان
والحقائق والمفاهيم المتعلقة بالمجتمع والدولة
وبالتالي إذا الأفكار العقلية أفكار مهمة جدا
وتبحث من ناحية عقلية بحثا
ويدرك أنها حقائق إذا كانت أفكار مطابقة للواقع
ويدرك أنها مفاهيم صحيحة إذا كانت أيضا مطابقة للواقع
أما غذا لم تكن هذه الأفكار مطابقة للواقع أو مخالفة للواقع
فإنها في هذه الحالة تكون أفكار غير صحيحة وأفكار خاطئة
وكذلك تكون مفاهيم خاطئة
وأيضا لا تكون حقائق لأنها لا تنطبق على الواقع
ومن هنا كان لابد من إدراك أن التفكير العقلي للإنسان
يكون من خلال إحساسه بالواقع
ونقل هذا الإحساس إلى الدماغ مع وجود معلومات سابقة صحيحة عن الواقع للحكم على الواقع
وبالتالي إذا كانت المعلومات صحيحة يكون الحكم صحيحا
وإذا كان الحكم صحيحا ومطابقا للواقع يكون حقيقة
ومن هنا فطريقة العقل في التفكير
هي نقل الحس بالواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ
مع معلومات سابقة عن الواقع أو متعلقة به للحكم عليه
هذه هي الطريقة العقلية التي تسلك للتفكير بالواقع
أما الطريقة العلمية فهي طريقة تتعلق بالواقع أيضا لكن تتعلق بالواقع المادي
لا تتعلق بالأفكار ولا تتعلق بالأمور المعنوية
ولا تتعلق بالأمور الروحية
فبالتالي الطريقة العلمية هي طريقة تتعلق بالأشياء المادية التي تخضع للمختبر وتخضع للتجربة
وبإذن الله سنتكلم بشيء من التفصيل في الحلقة القادمة
عن الطريقة العلمية وعن النظرة العلمية المتعلقة بالواقع
فإلى لقاء آخر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv
اشترك في القناة الرسمية على تليجرام:
https://t.me/AlWaqiyahTV
الصفحة الرسمية علي تويتر
https://twitter.com/AlwaqiyahTV
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة