تعليقاتالحلقة الثالثة من سلسلة مفاهيم وحقائق
سلسلة "مفاهيم وحقائق" يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقدم لكم حلقة جديدة من حلقات المفاهيم والحقائق
الأفكار وأنواعها وصفاتها
هناك الأفكار المبدئية
وهناك الأفكار غير المبدئية
هناك الأفكار الاستراتيجية
وهناك الأفكار الإدارية
هناك الأفكار الواقعية
وهناك الأفكار الخيالية الوهمية
وهناك الأفكار الصحيحة
وهناك الأفكار الخاطئة
هناك الفكر المنحط
وهناك الفكر الراقي
هناك الفكر الضيق
وهناك الفكر الذي يتسع فيشمل العالم
فالأفكار في حقيقتها متنوعة
وكذلك الأفكار لها صفات
فهناك الفكر السطحي
وهناك الفكر العميق
وهناك الفكر المستنير
هذه الأفكار المتنوعة والمتعددة والمتجددة
هذه الأفكار في حقيقتها أنواع مختلفة
وصفات متعددة وهي متجددة في نفس الوقت
ما هي الأفكار؟
وما هو أنواعها؟
وكيف توصف الأفكار؟
في الحقيقة
إن أنواع الأفكار يرتبط بالوقائع
لأن الفكر هو حكم على واقع
فالوقائع بما أنها متنوعة ومتجددة ومتعددة
فكذلك الأفكار تتنوع وتتجدد وتتعدد
وكذلك الواقع له صفات
فهذه الصفات لهذا الواقع
تجعل الأفكار أيضا توصف تبعا للواقع
حسب الواقع
فإما أن تكون الأفكار واقعية
وإما أن تكون خيالية
إما أن تكون الأفكار علمية
وإما أن تكون الأفكار منطقية
وإما أن تكون الأفكار فلسفية وهكذا
فالأفكار تتنوع حسب الوقائع
وتتجدد حسب الوقائع
وأيضا المفاهيم تتنوع وتوصف بحسب الأفكار
فهي راجعة إلى الأفكار
لأن المفاهيم أصلها أفكار
فالمفاهيم هي معاني الأفكار المصدق بها
فأصل المفاهيم أفكار
وبالتالي المفاهيم تتنوع وتوصف بحسب الأفكار
وتنوعها وصفاتها
نبدأ بالحديث عن الفكر المبدئي
الفكر المبدئي هو فكر شامل كامل متكامل
يتناول كافة الأشياء والأحداث
فالفكر المبدئي هو فكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة
وعما قبلهما وعما بعدهما
وعن علاقة الحياة الدنيا بما قبلها وما بعدها
وعن هذه الفكرة الكلية تنبثق الأحكام وتبنى الأفكار
فالفكر المبدئي هو فكر شامل يتناول كافة الأفكار المتعلقة بالدنيا وما قبلها وما بعدها
وعن علاقتها بما قبلها وما بعدها
وبالتالي فالفكر المبدئي
فكر يتعلق بالعقيدة
وفكر يتعلق بالتشريع
أو وجهة النظر في الحياة
وبالتالي هو فكر يتعلق بالنظرة للوجود
وبالفلسفة المتعلقة بالوجود
أي بوجهة النظر المتعلقة بالأشياء
وأيضا يتعلق بوجهة النظر المتعلقة بأعمال الإنسان
والأشياء المتعلقة بالإنسان
أي متعلقة بأعماله
فهناك وجهات نظر مختلفة
وهناك عقائد مختلفة
وبالتالي لو درسنا الواقع
لوجدنا ان هناك المبدأ الإسلامي
الذي يعطي تصورا كاملا عن الوجود
ويعطي تصورا كاملا عن الحياة
وعن معنى الحياة وعن الغاية من الحياة
ونجد أيضا هناك المبدأ الرأسمالي أو الفكر الرأسمالي
الذي يعطي نظرة عن الوجود ونظرة عن الحياة
فالمبدأ الإسلامي
يرى أن الكون والإنسان والحياة مخلوق لخالق
وأن ما قبل الكون والإنسان والحياة هو الله عز وجل
وأن ما بعدهما هو يوم القيامة
وأن هناك علاقة بين الحياة الدنيا بما قبلها
وهو أن الله عز وجل قد خلق الإنسان
وخلق الإنسان من أجل غاية معينة
يجب على الإنسان أن يسعى إلى تحقيقها
وهي التقيد بشرع الله
وأن يكون الإنسان عبدا لله
وأن ما بعد الحياة هو المحاسبة
أي أن الله عز وجل بعد موت الإنسان
سيعمل على إحيائه وبعثه
وبالتالي محاسبته
على إيمانه
وعلى عمله
فمصيره إما الى جنة
وإما الى نار
وبالتالي فالفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة من وجهة نظر الإسلام
ترى أن هناك خالق لهذا الوجود
وترى أن الإنسان وجد من أجل غاية
وهي الإلتزام بشرع الله
وأن الإنسان مصيره إلى الله
وبالتالي إما أن يدخله الله الجنة بإيمانه وعمله الصالح
وإما أن يكون مصيره جهنم وبئس المصير
لمن عصى الله وكفر به ولم يتقيد بشرع الله
وأنكر شريعة الله
وبالتالي فالإنسان
الغاية من وجوده واضحة كل الوضوح
قال تعالى:
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
وقال سبحانه في سورة الكافرون
قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون
ولا أنتم عابدون ما أعبد
ولا أنا عابد ما عبدتم
ولا أنتم عابدون ما أعبد
لكم دينكم ولي دين
فالإنسان يجب عليه أن يؤمن بالإسلام
وأن يلتزم بشرع الإسلام
وبشرع أحكام الله عز وجل
هذه نظرة الإسلام
للكون والإنسان والحياة وللإنسان
أما النظرة الرأسمالية فهي ترى فصل الدين عن الحياة
بأنه لا علاقة للدين بالحياة
فهم يقرون بفكرة وجود الدين
ولكنهم يعني يعترفون ظنا أنه يوجد دين
لكنهم يتركون المسألة إلى الفرد
فالفرد هو الذي يختار أن يؤمن بالله أو أن لا يؤمن
ينكر وجود الله أو يؤمن بوجود الله
أو يشرك مع الله
فهذه مسألة فردية ترجع الى الفرد
لكنهم يفصلون الدين عن الحياة
فهم يعتبرون أن الإنسان
حياته لا علاقة لها بالدين
وأن الإنسان يختار نظامه باختياره وحسب عقله وحسب هواه
وبالتالي فالمبدأ الرأسمالي أو الفكر الرأسمالي
هو فكر يناقض الفكر الإسلامي
الفكر الإسلامي فكر قائم على أساس مبدأ من عند الله عز وجل
فأخباره وأفكاره كلها وحي من الله
وأحكامه كلها تشريع من الله عز وجل
فمبدأ الإسلام مبدأ من عند الله سبحانه وتعالى
وعقيدته هي عقيدة من وحي الله
وأحكامه أحكام مستنبطة من كتاب الله وسنة رسول الله
وما أرشدا إليه من أدلة شرعية
أي من أدلة أصلها الوحي
وبالتالي فالمبدأ الإسلامي مبدأ من عند الله عز وجل
أما المبدأ الرأسمالي أو الفكر الرأسمالي
فهو فكر من عقول البشر
ومن المفكرين الغربيين الذين وضعوا أفكار المبدأ الرأسمالي
وتبنته الدول الرأسمالية
وصار مبدأ مطبقا في واقع الحياة
وبالتالي المبدأ الإسلامي
لا وجود له في هذا الواقع العملي لغياب دولة الاسلام
ولكن حينما تقوم دولة الإسلام في القريب العاجل إن شاء الله
فسيكون الإسلام حيا في المجتمع وفي الدولة
وفي علاقات الأفراد وفي المجتمع
وفي العلاقات الدولية
وبالتالي له حضور ووجود دولي عالمي في العالم
وبالتالي المسلمون اليوم لا كيان لهم لغياب دولة الاسلام
التي توحدهم وتجمع كلمتهم وتحميهم وتطبق شرع الله عليهم
فالدولة الإسلامية إذا جزء أساسي من الدين ومن الإسلام
وهذا الجزء لا وجود له لغياب دولة الإسلام عن واقع الحياة
وفي الحلقة القادمة إن شاء الله
سنتكلم عن أنواع أخرى من الأفكار
وإلى حلقة أخرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv
اشترك في القناة الرسمية على تليجرام:
https://t.me/AlWaqiyahTV
الصفحة الرسمية علي تويتر
https://twitter.com/AlwaqiyahTV
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
الفئات:
مفاهيم وحقائق
قنوات:
برامج الواقية