تعليقاتالحلقة 18 من سلسلة مفاهيم وحقائق
سلسلة "مفاهيم وحقائق" يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقدم لكم حلقة جديدة من حلقات المفاهيم والحقائق وبعد
في هذه الحلقة سنتكلم عن الخيال الوهمي
الخيال الوهمي هو خيال لا واقع له ولا يمكن أن يكون له واقع
والحقيقة أن الأفكار الوهمية التي تتردد على الإنسان كثيرة
وكثير من الناس من يظن أنه يحمل فكرا واقعيا أو فكرا حقيقيا ولكنه في الحقيقة فكر وهمي
والفكر الوهمي يأتي بعوامل عديدة منها أن الشيطان يلعب بعقول البشر
فيخيل إليهم أشياء ويجعله يحلم بأشياء
وفي نفس الوقت يحاول أن يؤثر على تفكيره بأوهام لا واقع لها
ويؤثر على أفكار الإنسان ومشاعره
ويؤثر أيضا على نظرته للأشياء والحوادث وحتى على المجتمعات والدول
والحقيقة أن حماية الإنسان من الأفكار الوهمية التي تأتي من الشيطان
عليه أن يذكر الله عز وجل دائما في الصباح والمساء وعليه أن يقرأ القرآن
وأن يتفكر في ما يجري في عقله ونفسه ويدرك أن ما يفكر فيه ليس واقعا
وبالتالي يطرد هذه الوساوس وهذه الأفكار
وهناك آيات كثيرة أيضا في كتاب الله
وأحاديث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تبين لنا كيف يمكن للإنسان أن يحمي نفسه من مكائد الشيطان ومن خطر الشيطان
أما بالنسبة للإنسان وبالنسبة للأفكار الوهمية المنتشرة في العالم
فحقيقة إن الفلسفة اليونانية لو دققنا بها نجد أنها كلها افكار وهمية
لأنها كلها تبحث في ما وراء الواقع
والفكر الإنساني لا يتعلق بالخيالات ولا يتعلق بالأوهام
وإنما يتعلق بالوقائع التي يقع عليها حس الإنسان
فالفلسفة اليونانية هي بحث في ما وراء الوجود
بحث في ما وراء الطبيعة فهي بحث في خيال وفي وهم
وبالتالي الفلسفة اليونانية هي مجرد أوهام وخيالات لا واقع لها وهي من الخيال الوهمي
وكذلك الأفكار الاشتراكية ومنها الشيوعية
ولو نظرنا إلى الفكر الاشتراكي لوجدنا أنه يقوم على المادية الجدلية والمادية التاريخية وعلى الاقتصاد
ونجد أن الفكرة الأساسية عند الاشتراكيين هي أنه لا وجود لخالق لهذا الوجود وأن المادة أزلية
وهذه الفكرة أيضا هي فكرة وهمية خيالية لأن المادة هي محسوسة وملموسة
وبالتالي مشاهد أنها محدودة وبالتالي هي مخلوقة لخالق
فواقع الفكرة الشيوعية أنها فكرة أساسية خيالية وهمية لا واقع لها
والاتحاد السوفيتي حينما بنى دولته
إنما بنى دولته على فكرة وهمية وعلى أفكار خيالية لا وقع لها
لذلك طبقت الاشتراكية بالحديد والنار
وما استطاعت الصمود وانهارت وانهار الاتحاد السوفيتي بسبب الأفكار الاشتراكية الوهمية
فإذاً لو نظرنا إلى المادية الجدلية فيما يتعلق بالعقيدة الشيوعية
وهي أن المادة أزلية نجد أن هذه الفكرة فكرة وهمية
وكذلك تعريفهم للفكر فحينما بحثوا في تعريف الفكر حاولوا أن يتهربوا من قضية المعلومات السابقة
وأن الإنسان يحتاج إلى معلومات سابقة حتى يفكر
وأنه لا يمكن أن يفكر فقط بوجود الواقع وبوجود الدماغ ووجود الحواس عند الإنسان
وأنه لابد من معلومات سابقة
فحاولوا أن يأتوا بالإنسان الأول وكيف استطاع الحصول على المعارف
وبدؤوا بأبحاث وهمية لا واقع لها فالإنسان الأول لا نحسه
وبالتالي بدؤوا يطرحون أفكارا وهمية لا واقع لها
وكذلك حينما بحثوا في الطبيعة وقوانين الطبيعة والتناقضات فكل أفكارهم في المادية الجدلية هي أفكار وهمية
وكذلك حين بنوا أفكارهم على المجتمعات وعلى تاريخ المجتمعات أفكار الجدلية خرجوا بالمادية التاريخية
والمادية التاريخية أيضا كلها أوهام
حتى نظرتهم إلى التاريخ
تاريخ المجتمعات من بدائي إلى رق إلى إقطاع إلى رأسمالي إلى اشتراكي ومنه شيوعي، كله تقسيم خيالي لا واقع له
وأيضا نظرتهم إلى الاقتصاد
فالحقيقة أن الأفكار الشيوعية هي عبارة عن أفكار وهمية
وهي أفكار بتأثير الشيطان على كارل ماركس وبالتالي ليست له
يعني ليس مبدعا وإنما لعب به الشيطان وزين له أفكاراً لا واقع لها واستطاع أن يؤثر عليه
أيضا هناك أفكار كثيرة في كتب علم النفس وعلم التربية وفي العلوم حتى
وفي الأدب وفي التاريخ وفي السياسة
تتناول أفكارا وهمية لا واقع لها
ولذلك كان لزاما على الإنسان أن يتفكر في ما يقرأ وفي ما يسمع
وأن يربط المعلومات بالواقع وأن يتحسس الواقع
ليدرك الفكر الوهمي أو الخيال الوهمي من الفكر الحقيقي أو الفكر الخلاق
أو الفكر الذي هو حق ودونه باطل
وأيضا يدرك الأفكار المضلة والأفكار المنحطة والأفكار الراقية
فلابد للإنسان من القيام بعملية التفكير ولابد من أن يتفهم الأفكار فهما صحيحا
وأيضا الرأسمالية
الرأسمالية مليئة بالأفكار الوهمية
فحقيقةً الرأسماليون حينما يطرحون أفكارهم كالديمقراطية مثلا
يقولون أن الحكم للشعب وأن الشعب هو منظر السلطات
ولكنك لو نظرت إلى الواقع لتجد أن هذه الفكرة خيالية لا واقع لها
فلا الشعب يختار الحاكم ولا يختار التشريع ولا يختار القوانين ولا التشريعات
وإنما الذي يسن القوانين والتشريعات هم القضاة
الذين يؤتى بهم من قبل الرأسماليين لمصلحة الرأسماليين
الذي يعطي التشريع هم القضاة لكن التصويت
يكون من خلال البرلمان لأن البرلمان ليس عنده خبرة في التشريع
ليس من أهل الخبرة والاختصاص
القضاة هم أهل الخبرة والاختصاص
فهم الذين يزينون للناس أو يختارون التشريعات التي تخدم مصالح الرأسماليين
وتقدم إلى البرلمان
ويجري التصويت عليها في البرلمان
حتى الحكام اختيارهم يكون من قبل المتنفذين في الغرب ويكون من خلال ألعوبة الديمقراطية
فالديمقراطية لعبة ودجل وخداع وكذب
وبالتالي هي فكرة خيالية وهي وهمية لا واقع لها
فلا الشعب الأمريكي ولا الشعب البريطاني ولا الشعب الروسي
ولا الشعوب في العالم الإسلامي ولا أي شعب في العالم هو الذي يختار تشريعه ولا يختار حكامه
الحكام مفروضون فرضا على الشعوب
وبالتالي فالديمقراطية في حقيقتها فكرة خيالية
وأيضا حتى فكرة الحرية، الحرية الغربية
يدّعون بالحرية الغربية
ولكن حقيقةً هناك قانون
وهناك يقولون بسيادة القانون،
فأين الحرية الغربية المطلقة للفرد وللإنسان إذا كان هناك قانون يقيد سلوك البشر ويقيد العلاقات
فإذاً أي حرية هذه؟!
فهم عندهم الحرية الغربية تعني أن الإنسان يركض ويلهث وراء المال ووراء النساء
أما أن يتدخل في شؤون الحكم أو أن يحاسب الحكام فهذا مصيره السجون أو التعذيب أو الجنون أو الهوس
وبالتالي حقيقةً لا حرية غربية مطبقة عمليا حتى في بلاد الغرب فهم مخادعون ومضللون
وأيضا في السياسة هناك أفكار كثيرة وهمية خيالية لا واقع لها
يصيغون الأخبار والإعلام صياغة دجل وخداع وتضليل فكري وسياسي
فهم يعني حقيقة مجرمون في خداع الشعوب وفي تضليل الشعوب
سواء تضليلا سياسيا أو تضليلا فكريا
فيصورون الحكام أنهم حكام حقيقيون وهم في الحقيقة دمى
حكام المسلمين مثلا أو الحكام في بلاد العالم الثالث هم حقيقة دمى للغرب أدوات للسفارات
يحركونهم كيفما يشاؤون
فيصورون للعالم أن الزعيم الفلاني هو حاكم ويحكم ويرسم سياسات وله السيادة وله القرار
ولكن حقيقةً السفارات الأجنبيه هي التي تحكم وهي التي تفرض على الدول السياسات
حتى الأفكار التي يطرحونها للشعوب كالخصخصة والعولمة والتطرف والإرهاب ومكافحة الإرهاب
وكل هذه الشعارات حتى سيداو هي أفكار فاسدة عفنة أفكار للهيمنة والسيطرة
لكنهم يصورون للشعوب أنها لمصلحة الشعوب بحجة حماية الأسرة
يأتون بأفكار سيداو لتدمير الأسرة ولتدمير العائلة بحجة حقوق الإنسان
يتدخلون في شؤون الشعوب والدول ويفرضون عليها سياستهم فهم أوغاد مجرمون
يعني يأتون بكل الأفكار الوهمية لتضليل الشعوب وخداعهم
فالرأسمالية بعقيدتها وأنظمتها وبكل فكر بني عليها هو فكر ضال مضل وهمي، فكر فاسد
حقيقةً يطرحون شعارات أنت تفهم منها معان معينة
والواقع مرتبط بشيء آخر مختلف عن المعاني التي تتبادر إلى أذهان الشعوب
المعاني لهذه الأفكار وهذه المفاهيم معاني خبيثة ماكرة
تقوم على الاستغلال وعلى تسخير الشعوب وعلى مص دماء الشعوب
وتقوم على الهيمنة والسيطرة والاستعباد للشعوب
فحقيقةً الرأسمالية شر قاتل وسم زعاف على شعوب الأرض بأكملها
لذلك فالبشرية بحاجة ماسة إلى الفكر المستنير
بحاجة ماسة إلى الإسلام العظيم
بحاجة ماسة إلى أن تفكر وتبدع في التفكير وتنقي المعارف
فكثير من المعارف يحتوي على أفكار وهمية وأفكار ضالة وأفكار منحطة
فلذلك لابد من إعادة دولة الإسلام لتنقي المعارف وتعطي العالم الثقافة الصحيحة ثقافة الإسلام العظيمة
تعطي العالم المعارف العلمية الصحيحة مرتبطة بالواقع العلمي
تنشئ العلماء والمفكرين والمبدعين
هذا ما تحتاجه البشرية اليوم
وفي الحلقة القادمة إن شاء الله سنتكلم عن الفكر الخلاق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv
لمتابعة المزيد من إنتاجات قناة الواقية
https://www.youtube.com/user/AlwaqiyahTV?sub_confirmation=1
اشترك في القناة الرسمية على تليجرام:
https://t.me/AlWaqiyahTV
الصفحة الرسمية لقناة الواقية علي الفيسبوك
https://www.facebook.com/alwaqiyahtube
الصفحة الرسمية علي تويتر
https://twitter.com/AlwaqiyahTV
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
الفئات:
مفاهيم وحقائق
قنوات:
برامج الواقية