تعليقات
الحلقة 11 من سلسلة مفاهيم وحقائق
سلسلة "مفاهيم وحقائق" يتناول فيها الأستاذ فتحي محمود جملة من المفاهيم والحقائق بالنقاش والتفصيل والتمحيص لجلاء واقعها وبين صحتها من خطئها
نقدم لكم حلقة جديدة من حلقات المفاهيم والحقائق
وهي تتعلق بالخطأ في الأفكار العقلية
والحقيقة أن الأفكار العقلية أيضا
قد تكون قطعية يقينية إذا كانت حقائق تتعلق بوجود الأشياء والخواص والحركة
وقد تكون ظنية إذا كانت تتعلق بصفات هذه الأمور
أي صفات الأشياء أو الخواص أو الحوادث أو الحركة
فالأفكار العقلية ممكن أن تكون صحيحة وصائبة وممكن أن تكون خاطئة
وبالتالي لابد من الأخذ بأسباب الوصول إلى الفكر الصحيح
وتجنب الفكر الخاطئ بتشخيص الواقع بدقة
وأيضا ربط الواقع بما حوله وما يتعلق فيه
وبناء الفكر على القاعدة الفكرية الصحيحة
وأيضا لابد من تجنب الأسباب التي تؤدي إلى الخطأ في التفكير للوصول إلى النتائج الصحيحة والصائبة
لأن الإنسان معني بأن يكون فكره إما من الحقائق وإما من المفاهيم الصادقة والأفكار الصائبة
ويحاول أن يتجنب الأفكار الخاطئة ما استطاع إلى ذلك سبيلا
وعليه فالأفكار العقلية في كتب علم النفس والتربية والاجتماع والتاريخ والاقتصاد والسياسة
وكل الأفكار العقلية المنتشرة في المدارس والجامعات والمعاهد
والتي تدرس في الجامعات والمعاهد والمدارس تتضمن أفكارا خاطئة
وبالتالي لابد من إعادة النظر في الأسس وليس مناقشة الأفكار التفصيلية الخاطئة التي تتعلق بهذه الأمور
لأن مناقشة الأفكار التفصيلية العقلية أمر يطول وبحث لا ينتهي
فالنقاش يكون منصب على الأسس والقواعد التي تتعلق بالأفكار العقلية
وعليه فلو نظرنا إلى أفكار علم النفس والتربية والاجتماع والتاريخ والسياسة نجد أنها مليئة بالأفكار الخاطئة
والسبب في ذلك هو أنهم اعتمدوا على الطريقة العلمية في البحث
وقالوا أن الأبحاث هذه ليست أبحاثا عقلية بحتة
وإنما هي أبحاث تجري عليها الطريقة العلمية في البحث
فكان هذا الأساس وبالا عليهم في المعرفة وفي الأفكار وللوصول إلى نتائج خاطئة
والى تعميمات خاطئة وإلى قياس شمولي وإلى تصورات تناقض الواقع بشكل واضح وبشكل صريح
فلنأخذ مثال يوضح ذلك
نأخذ النظرة إلى الإنسان
فعلم النفس قال أن الانسان لديه غرائز كثيرة لا حصر لها
وقالوا أن مشاعر الغرائز هي غرائز يعني الخواص اعتبروها أشياء
فغريزة الجنس قالوا أنها غريزة مع أن الجنس هو شعور ينتج عن غريزة بقاء النوع
فالغريزة هي بقاء النوع والجنس أو الميل الجنسي هو شعور ناتج عن الغريزة
فالغريزة شيء والخاصية شيء آخر
فالغريزة شيء والخاصية التي هي الميل الجنسي شيء آخر
فالحقيقة أن الإنسان في حقيقته ليس لديه غرائز كثيرة وإنما لديه طاقة حيوية
الطاقة الحيوية في الإنسان هي أشياء فطرية كامنة غير ظاهرة
ولكن الذي دل عليها هو أن الإنسان حينما يتعرض لمثيرات أو مؤثرات داخلية أو خارجية
فإن هذه المثيرات تولد لدى الإنسان مشاعر
فهذه المشاعر هي خواص وهذه الخواص واقع موجود
فالإنسان يشعر بالجوع
يشعر بحب التملك
يشعر بالإيثار
يشعر بحب السيادة
يشعر بالعجز والضعف
يشعر بالأمومة
يشعر بالميل الجنسي
يشعر بالبنوة وهكذا
فهذه مشاعر موجودة في كل إنسان
وكل إنسان يدرك ما لديه من مشاعر
فهذه المشاعر هي ناتجة عن أشياء موجودة في الإنسان
وهذه الأشياء هي قسمين
القسم الأول: الغرائز
والقسم الثاني هي الحاجات العضوية
والحاجات العضوية هي حاجات موجودة في الإنسان تتعلق بنمو الإنسان العضوي
وهي حاجات مثيرها داخلي وإن لم تثار من الخارج
لأن إشباع هذه الحاجات أمر حتمي وأمر ضروري
وعدم إشباعها يؤدي إلى هلاك الإنسان
كشعور العطش والجوع والنوم وما شاكل ذلك
فهذه المشاعر هي في الواقع مشاعر لحاجات عضوية فطرية في الإنسان
أما الغرائز فالإنسان فيه 3 غرائز
غريزة حب البقاء وهي تتعلق بحرص الإنسان على بقائه كفرد
فحرص الإنسان على بقائه كفرد تتعلق بغريزة حب البقاء
فينتج عن هذه الغريزة مشاعر متعددة
شعور الخوف
شعور السيادة
شعور حب التملك
شعور الإيثار
كلها هذه مشاعر ناتجة عن غريزة واحدة التي هي غريزة حب البقاء أو حرص الإنسان على بقائه كفرد
وهناك غريزة تتعلق ببقاء الإنسان بحب البقاء للإنسان كنوع
وهي بقاء جنس الإنسان وهي غريزة بقاء النوع
وغريزة بقاء النوع ينتج عنها مشاعر متعددة
كشعور الجنس، كشعور الأمومة، الأبوة
العطف، الشفقة
كلها مشاعر تتعلق بغريزة واحدة التي هي غريزة بقاء النوع
وهناك غريزة أخرى وهي غريزة التدين
وينتج عن هذه الغريزة الشعور بالعجز والضعف والاحتياج إلى الخالق المدبر
وأيضا شعور الإنسان بعجزه وضعفه ولجوئه إلى قوة أقوى منه يلتمس فيها الكمال والاستغناء
فالحقيقة أن الإنسان لديه 3 غرائز ولديه حاجات عضوية
وهذه هي أشياء فطرية في الإنسان
وهذه الأشياء الفطرية ينتج عنها مشاعر
والمشاعر هي خواص للغرائز
فمشاعر الإنسان الناتجة عن الغرائز والحاجات العضوية في حقيقتها هي خواص للغرائز
وبالتالي هي ناتجة عن هذه الطاقة الحيوية
أما أثر المشاعر فهو السلوك أو الحركة
فسلوك الإنسان لإشباع الغرائز والحاجات العضوية
وأخذه للأشياء المتعلقة بإشباع الحاجات العضوية والغرائز عند الإنسان
هي تتعلق بالطاقة الحيوية وإشباعها
وعليه فالإنسان فيه طاقة حيوية
وأيضا يمتاز عن الحيوان بأن لديه عقل وتفكير
وبالتالي التفكير والعقل هو عبارة عن عملية فكرية يقوم فيها الإنسان
من خلال نقل الحس بالواقع بواسطة الحواس إلى الدماغ مع معلومات سابقة عن الواقع أو متعلقة به لتفسيره
فالإنسان حينما يريد أن يفكر يكون هناك واقع أمامه
يحس بالواقع
ينقل إحساسه بالواقع إلى دماغه
هناك معلومات سابقه تتعلق بالواقع
بالتالي يحكم على الواقع
فالماء تقول
أن هذا الشيء مثلا ماء
أو أن هذا الشيء مثلا نار
أو أن هذا الشيء مثلا جماد أو حيوان أو نبات
فالحكم على الأشياء إنما يعتمد على إحساسك بوجود الأشياء
وأيضا على المعلومات السابقة المتعلقة بالأشياء
ومن هنا كان الإنسان من الجانب الفكري
- ولا نتكلم عن الانسان من الجانب البيولوجي ولا الطبي
من دم ولحم وأعصاب وكذا -
هذا جانب يتعلق بالأمر الآخر
نحن نتكلم عن الإنسان من الجانب الفكري
من أنه طاقة حيوية وعقل
هل هذا البحث
لو دققنا في أبحاث علم النفس فيما يتعلق في موضوع الغرائز
لنجد أن كثيرا من أفكارهم خاطئة
ولو فهمنا ما طرحناه
نجد أن كثيرا من الأسس التي اعتمدوا عليها كانت خاطئة
وأن اعتمادهم على المنهج العلمي في البحث كان خاطئا
وأن اعتمادهم على تجارب تتعلق بالحيوان وتعميمها على الإنسان أيضا كان خاطئا
وعليه فالبحث العقلي يجري بحثه بالطريقة العقلية
وبالبحث العقلي كما بحثنا الآن
واقع الإنسان من أنه طاقة حيوية وعقل
وفي الحلقة القادمة إن شاء الله سنتناول
الحديث عن الأفكار الخاطئة في أبحاث الفقه الإسلامي عند المسلمين
ونتبين كيفية تجنب هذه الأخطاء وأيضا نبين الحكم الشرعي في هذا الموضوع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv
اشترك في القناة الرسمية على تليجرام:
https://t.me/AlWaqiyahTV
الصفحة الرسمية علي تويتر
https://twitter.com/AlwaqiyahTV
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
الفئات:
مفاهيم وحقائق
قنوات:
برامج الواقية